ذات الرداء الأحمر

كان أهل القرية يحبون الطفلة ليلى و كانوا يسمونها ذات الرداء الأحمر لأنها كانت تلبس دائما رداء من الصوف الأحمر شغلته لها أمها و كانت تبدو فيه جميلة لطيفة , فأحبها جميع أهل القرية و ذات يوم أرسلتها أمها لتزور جدتها المريضة التي ككانت تعيش في الطرف الآخر من الغابة, و ملأت لها سلة بالفاكهة و الطعام و أوصتها ألا تتوقف في الطريق و ألا تحادث أحدا لا تعرفه...
و سارت ليلى في طريقها وسط الغابة و كان الجو بديعا و الطيور تغرد , فراحت تقطف الزهور و تصنع منها باقة لجدتها و بين الوقت و آخر كانت ترفع رأسها إلى الأشجار لتراقب العصافير الطائرة تمرح بين الأغصان ... و سمع الذئب الشرير خطوات ليلى فتقدم يحييها و يحدثها عن أخبار حيوانات الغابة و نسيت الطفلة نصيحة أمها فقالت للذئب أنها ذاهبة لزيارة جدتها , و فكر الذئب في حيلة شريرة فحياها و انصرف بسرعة و سبقها الذئب إلى منزل الجدة , فطرق الباب و قلد صوت الطفلة ففتحت له الجدة , و على الفور هجم عليها و ابتلعها في جوفه ثم لبس ملابسها و غطى رأسه بقبعتها ووضع النظارة على عينيه و نام في سريرها... و بعد قليل وصلت ليلى إلى منزل الجدة و طرقت الباب فقلد الذئب صوت الجدة و طلب إليها أن تدخل فدخلت , و أستغربت ليلى بذكائها شكل جدتها فقد كانت أذناها طويلة و أسنانها بارزة و أنفها طويل كأنف الذئب و يديها يكسوهما الشعر آه انه الذئب و في الحال هجم عليها و ابتلعها كما ابتلع الجدة من قبلها و مر الحارس بمنزل الجدة فوجد الباب مفتوحا و لم يجد الجدة و رأى الذئب نائما و بطنه منتفخ جدا و أخبرته عصفورة تقف على أحد الأغصان بما فعل الذئب كما رأته من شباك المنزل... أسرع الحارس و أخرج مقصا فتح به بطن الذئب النائم و سحب منها ليلى و جدتها سالمتين ثم ترك الذئب مقتولا بعد أن وضع أحجارا في بطنه و خيط بطن الذئب لتراه حيوانات الغابة و تتعلم من موته ألا تعتدي على حياة سكان الغابة... و ما أن رأت الجدة حفيدتها ليلى حتى أخذتها في حضنها ثم قصت كل منهما قصتها مع الذئب الشرير و شكرت الجدة و ليلى حارس الغابة الذي أنقذهما من الموت و دعت الجدة الحارس إلى وليمة فاخرة اعترافا بجميله في إنقاذهما من الموت في بطن الذئب أما ليلى فقد تذكرت نصيحة أمها و عرفت جزاء من يخالف تعاليم والديه
  مع التمني لكم يوما سعيدا   

كيف كتبت كل هشي؟